يحذر الأطباء من توسع دائرة انتشار مرض السكري في المجتمع السعودي بعد أن احتل المرض المرتبة الأولى في قائمة الأمراض المزمنة ، واشاروا إلى إن المشكلة تكمن في ارتفاع ملحوظ في عدد المصابين بداء السكري وعدم التحكم او السيطرة في نسبة المرض بعد أن تجاوزت نسبته20% ، وطالبوا بضرورة تفعيل البرامج الوقائية التي تتناول العوامل التي تؤدي إلى الإصابة به . ويرى استشاري غدد و سكري الأطفال بمستشفى الحرس الوطني بجدة الدكتور عبدالعزيز التويم أن أسباب الزيادة في انتشار وباء السكري تعود إلى الزيادة المطردة في أعداد السكان و زيادة متوسط الأعمار و تغير نمط الحياة المعاصرة إلى التمدن و ما صاحب ذلك من سمنة و قلة الحركة وكذلك تغير أنواع الأطعمة ، لافتا إلى أن حالات السكري بنوعيه الأول والثاني زادت بنسبة مقلقة بين الأطفال و البالغين حيث ان نسبة الزيادة لدى الأطفال تعادل 3% سنويا اكثر من السابق ، مبينا ان مرض السكر من الأمراض المزمنة المنتشرة التي تصيب كثيرا من الناس اذ ان هناك اكثر من 240 مليون مصاب في العالم حاليا و يتوقع زيادة عددهم الى 380 مليون مصاب بحلول عام 2025م و يعيش 80% منهم في الدول النامية أو ما تسمى بدول العالم الثالث ، أما عن نسبة انتشار مرض السكري في المملكة فتبلغ اكثر من 20% من عدد السكان حسب الإحصائيات الحديثة عن هذا المرض.
وحول داء السكري يبين د.التويم : السكري هو ارتفاع في نسبة السكر بالدم، وهي حالة مزمنة تنتج عن نقص جزئي أو كلي في هرمون الأنسولين والذي هو عبارة عن هرمون تفرزه غدة البنكرياس ليقوم بمساعدة السكر في الدم للدخول إلى خلايا الجسم حيث يتحول إلى طاقة تساعد الجسم على الحركة ، وعندما يقل الأنسولين في الجسم فإن السكر يزيد في الدم، ولا يستطيع الجسم الاستفادة منه، ولذلك نراه يظهر في البول ، وهناك نوعان لمرض السكري: النوع الأول: سكري الأطفال أو الشباب وهو النوع المعتمد في علاجه على الأنسولين ، والنوع الثاني: سكري البالغين، وهو النوع غير المعتمد في علاجه على الأنسولين .
ويشدد د.التويم على ضرورة ممارسة الرياضة لأنها الوسيلة التي تحافظ على الجسم من زيادة الوزن بما يتوافق مع الطول لاسيما ان عدم الحركة ونمط التغذية ساهما في الإصابة بالأمراض التي قد تقود بدورها للإصابة بالداء الحلو .
أما المدير التنفيذي للخدمات الطبية بالشؤون الصحية بالحرس الوطني بالقطاع الغربي الدكتور محمد حمزة خشيم قال إن مرض السكري بات من الأمراض التي تهدد جميع المجتمعات في العالم نتيجة العوامل المؤدية إلى الإصابة به ، مؤكدا أن التوعية تمثل خير وسيلة للحد من زيادة عدد المصابين من خلال اتباع الوصايا الصحية ، موضحا ان صحة الحرس الوطني بجدة اتخذت على عاتقها تنظيم دورات لتثقيف مرضى السكري ولم يقتصر ذلك على أبناء المملكة بل شمل مشاركة أبناء الخليج حيث يتلقون خلال هذه الدورات الأسس و القواعد الأساسية للتثقيف الخاص بمرض السكري عبر اطباء ومتخصصين في مجال السكري ، باعتبار ان التثقيف يمثل مصدرا مهما للاطلاع على اخر المستجدات في وسائل التشخيص و طرق العلاج ، وشدد د.خشيم على ضرورة تفعيل البرامج التوعوية المتعلقة بالداء السكري في جميع القطاعات الصحية .
الرئيسية 
