حذر الاطباء المتخصصون في علاج الداء السكري وطب الأسرة والمجتمع بضرورة تفعيل برامج التوعية الصحية للوقاية من زيادة حدة مرض السكر والسمنة ، لافتين الى ان معدلات المرض في المملكة بدأت تتجاوز بشكل لافت للنظر النسب الموجودة في الدول الاخرى. يوضح استشاري ورئيس قسم أمراض الغدد وسكري الأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني بجدة الدكتور عبدالعزيز التويم أن مرض السكر من الأمراض المزمنة والمنتشرة التي تصيب كثيرا من الناس ، إذ إن هناك اكثر من 190 مليون مصاب في العالم ، ويتوقع زيادة عددهم إلى 330 مليون مصاب بحلول عام 2025 ، يعيش 80% منهم في الدول النامية او ماتسمى بدول العالم الثالث. ويعزو الدكتور التويم أسباب هذه الزيادة في انتشار داء السكري إلى الزيادة المطردة في أعداد السكان ، وزيادة متوسط الأعمار عن ذي قبل ،وتغير أسلوب الحياة المعاصرة إلى التمدن ، وما صاحب ذلك من السمنة ، وقلة الحركة ، والتغير البيئي في أنواع الأطعمة ، كما أن حالات السكر بنوعيه الأول والثاني قد زادت بنسبة مقلقة في الأطفال والبالغين ، لافتا الى ان نسبة الإصابة بمرض السكر في المملكة كانت 2.5% عام 1970م ، ثم زادت إلى 5% عام 1980م ، وفي عام 1990م وصلت إلى 12.4% وفي عام 2000م ارتفعت إلى 17% ، أما الآن فتقدر حوالى بـ20% إذا أخذنا في الاعتبار الزيادة المطردة في السكان، والتغير البيئي والمعيشي لسكان المملكة.
وكشف د. التويم أن الأسباب الرئيسة وراء انتشار ظاهرة السمنة هي كثرة الأكل ، وقلة النشاط بسبب الجلوس الطويل أمام التلفاز والكمبيوتر ، وعدم ممارسة الرياضة ، كما أن انتشار ظاهرة استهلاك الوجبات السريعة والدسمة والمشروبات الغازية التي تحوي نسبة كبيرة من السكر أدت إلى زيادة نسبة الذين يعانون من البدانة ، أما العامل الوراثي وامراض الهرمونات فلا تشكل سوى 1% من أسباب السمنة في المجتمعات العربية.
السكري نوعان
ويتفق استشاري التغذية الدكتور خالد علي المدني مع الرأي السابق موضحا ان نمط التغذية والسلوك الخاطىء الذي يتبعه بعض الافراد ادى الى زيادة السمنة والبدانه حيث ان الاعتماد على الوجبات السريعة والاطعمة الدسمة وغياب الرياضة ساهم في زيادة الكيلوجرامات لدى الافراد وساعد على ذلك غياب ممارسة الرياضة حتى لو كانت ابسطها مثل المشي.
ويكشف د.المدني ان هناك نوعين من السكري يختلفان عن بعضهما البعض في الأسباب وطرق العلاج:
النوع الأول وهو السكري المعتمد على الانسولين، و تشكل نسبة الاصابة به 10% من حالات الاصابة بالسكري ، وهذا النوع من السكري يحدث في سن مبكرة اثناء مرحلة الطفولة والبلوغ ، ويتميز هذا النوع بعجز كامل في افراز الانسولين من البنكرياس، وكنتيجة لهذا الأمر يحتاج المصاب الى المعالجة بحقن الانسولين يوميا مع برنامج غذائي متوازن ، اما النوع الثاني فهو السكري غير المعتمد على الانسولين، وهذا النوع هو الأكثر شيوعا حيث ان نسبة الاصابة به تشكل حوالى 90% من حالات الاصابة بالسكري ويحدث في منتصف العمر أو بعده ، ويتميز هذا النوع بنقص في افراز الانسولين بحيث لا يكفي لتخفيض السكر في الدم ، وتصاحب السمنة غالبية المصابين بهذا النوع وتكفي الحمية الغذائية وتخفيف الوزن لعلاجه في بعض الحالات بينما يحتاج البعض الآخر الى الادوية المخفضة للسكر والتي تعمل على تحفيز البنكرياس لانتاج كمية اكبر من الانسولين.
المسح الميداني
وكان طلاب الطب بجامعة الملك عبدالعزيز قد كشفوا في المسح الميداني لمرض السكري على مستوى مدارس جدة باشراف قسم طب الأسرة و المجتمع وبالتعاون مع جمعية زمزم الخيرية للخدمات الصحية التطوعية ان 19.5% من المعلمين مصابون بارتفاع السكر في الدم ، ونسبة الطلاب الذين لدى عائلاتهم تاريخ بمرض السكري 53.3% أما المعلمون فبلغ 46.3% ، و80 % من المعلمون يشاهدون التلفاز أكثر من ساعتين ، و82.2 من الطلاب يأكلون الوجبات السريعة بينما 22% منهم يحرصون على تناول الخضروات ، و62.8% من المعلمين يأكلون الوجبات السريعة بينما24% منهم يحرصون على تناول الخضروات ، ونسبة الطلاب المصابين بالوزن الزائد و السمنة حوالى 17%و 9.8% على التوالي، ونسبة المعلمين المصابين بالوزن الزائد و السمنة حوالى 37.7% و 38% على التوالي.