ظلت الاورام الليفية الحميدة معضلة معقدة للمرأة حيث تصيب الاورام الليفية الحميدة 90% من النساء في سن الانجاب ويتم اكتشاف الغالبية العظمى من هذه الأورام مصادفة أو اثناء الفحص الطبي الروتيني او عند عمل فحص بالموجات الصوتية لأي اعراض اخرى لا علاقة لها بامراض الرحم. واوضح استشاري الأشعة رئيس وحدة العلاج تحت سيطرة الأشعة بمستشفى الملك خالد للحرس الوطني بجدة وعضو اللجنة المنظمة للمؤتمر الدولي الرابع للأشعة الدكتور عبدالقادر القناوي أن الأورام الليفية تنمو من عضلات الرحم وهي تنمو تحت تأثير هرمونات خاصة بالمرأة ( الأستروجين). وبين د. القناوي أن هناك بعض الأعراض العامة تصاحب هذه الأورام مثل آلام في اسفل الظهر مع غزارة وطول فترة الدورة وعدم انتظامها بالإضافة إلى أعراض أخرى كثيرة منها على سبيل المثال تأخر حدوث الحمل بدون أي أسباب عدا وجود هذا الورم الليفي ، واضطرابات في عملية التبول مثل الزيادة في عدد مرات التبول بسبب ضغط الورم على المثانة البولية أو انحباس البول بسبب سحب الورم لمثانة البولية مع اغلاق مجرى البول الى خارج الجسم ، واضطرابات ومتاعب في الحمل حيث انه وبسبب الحمل ونمو الجنين في الرحم تذهب معظم التغذية الدموية الى الجنين مع نقص في كمية التغذية الدموية للورم الليفي مما ينتج عنه موت الخلايا في مركز كتلة الورم الليفي مسببة آلاما شديدة ونزيفا أو حتى اجهاضا.
وعن علاج هذه الأورام يلفت د.القناوي الى انه لسنوات عدة كانت الجراحة هي الخيار الوحيد لعلاج هذه الأورام ، ومنذ فترة تسعينيات القرن الماضي بدأ استخدام طريقة العلاج بقطع التغذية الدموية بحيث يتم قطع التغذية الدموية عن الورم الليفي في جسم وعنق الرحم بحقن مادة هلامية بروتينية أو مواد بروتينية على شكل حبيبات متناهية في الصغر في الأوعية الدموية التي تغذي الرحم والتي تغذي هذه الأورام الحميدة فيه ،مشيرا الى انه بدأ هذا العلاج من حوالي 10 او 15 سنة ولكن وبسبب كثير من المضاعفات والاثار الجانبية أخذ هذا التوجه بالانحسار لكن وبعد فترة من اجراء كثير من الأبحاث مع التقدم في تقنية صناعة وتطوير المواد العلاجية التي تستخدم لهذا الغرض عاد هذا التوجه العلاجي من جديد وبشكل أفضل مما كان ، أما عن الاثار الجانبية لهذا العلاج يقول لا يوجد سوى الألم الناتج من قطع التغذية الدموية عن الرحم أو كتلة الورم الليفي في الرحم ويستلزم علاج هذا الألم أن تبقى المريضة في المستشفى لمدة يوم الى يومين مع اخذ المسكنات للالم عبر الوريد والتي تكون كافية في الغالب ومع ذلك قد تعاني بعض السيدات بسبب هذه الطريقة العلاجية من حدوث فشل في عمل المبايض بسبب انقطاع التغذية الدموية عن المبيضين من عقم وحدوث سن يأس مبكر لمرضى في مقتبل العمر تحتم أن تناقش هذه المضاعفات مع المريضة من قبل الأطباء المعالجين وبشكل كافٍ.
الرئيسية 
