في كتابه (حوار .. لا مواجهة) يكشف المفكر الإسلامي أحمد كمال أبو المجد- جانباً مهماً من أسباب الهزائم النفسية والاجتماعية والاقتصادية والخسائر المادية التي لحقت بالأمة الإسلامية، وذلك بسبب غياب الحوار فيما بينها، كما استطاع أن يشخص الداء ويصف الدواء، ويحدد معالم النهضة وشروط الإقلاع الحضاري، إذا أرادت الأمة ذلك. ويدعو –المؤلف- إلى ضرورة إزالة الحواجز والعقبات والمطبات الصناعية التي وضعناها في طريقنا، لكي نستعيد دورنا الحقيقي ومكانتنا اللائقة بين الأمم، ويقول: نحن نحتاج أن نحاور العالم، وأن نعمل على إزالة العقبات التي خلّفتها المجابهات التاريخية القديمة، وأن نفتح سبلاً جديدة للدعوة، وذلك يحتّم علينا إنشاء مراكز إسلامية في الغرب والتنسيق بين المراكز القائمة في خطة موحدة، ونعمل على متابعة ما ينشر عن الإسلام، وتحديد الجهات الواعية التي يمكن التعاون معها على نصرة قضايا العدل والسلام والتعاون بين بني البشر.
ويشير أبو المجد إلى أنه بسبب غياب الحوار، فلا يكاد يخلو بلد إسلامي من نزاع داخلي تختلف حرارته من دولة الى اخرى من جانب، أو صراع خارجي مع الدول المجاورة.. التي تدور في أغلبها حول الحدود، أو توزيع المياه والثروات، أو اختلاف النظرة "الأيدلوجية"، أو غير ذلك من أسباب يعود معظمها إلى التركة الاستعمارية التي رسمت الحدود اعتباراً بما يتفق مع مصالحها، وعملت على تعطيل تطلعات الشعوب نحو الوحدة والتكافل. ويرى أن العالم الإسلامي تحول –مع الأسف- إلى حقل تجارب للصراع بين الفلسفات التي فرضت عليه فرضاً، كما شهدت أوطاننا الإسلامية مسلسلاً طويلاً من الاضطرابات والفقر والمجاعات والأوبئة والأمراض التي شلت أركانه، وعرقلت مسيرته.
ويؤكد –المؤلف- أن (الحوار) وحده القادر على حل مشكلة التطرف وهو السبيل الوحيد للخروج منها، لأننا مأمورون إلى دعوة هؤلاء المتطرفين إلى نبذ العنف، ومراجعة أفكارهم الضالة والمنحرفة، وعلينا أن نلتمس مواطن جهلهم وحداثة سنهم باعتبار أنهم مغرر بهم في أكثر الأحيان، وأنهم راحوا ضحية أفكار متطرفة وهدامة، فجنوا على أنفسهم، وجنوا على المجتمع بأسره! واضاف إنني طلبت من هؤلاء المتطرفين أن ينخرطوا في العمل الإغاثي وخدمة المنكوبين والمشردين من ضحايا الزلازل والفيضانات وغيرها من الكوارث الطبيعية، أفضل لهم من التخبط الفكري والتمزق النفسي الذي يعانون منه، والذي يدفعهم إلى ارتكاب الكبائر وسفك الدماء، وغيرها من الأعمال الهمجية. مشيراً إلى أن هؤلاء خطر محقق على أمن المجتمعات، لو استطعنا محاصرتهم ومحاصرة فكرهم لنجونا ونجا الجميع، ولو تركناهم لهلكنا وهلك الجميع أيضا .. وهنا يأتي دور العلماء والمفكرين والمثقفين وأهل الحل والعقد، ودور أكبر يقع على عاتق الإعلام العربي والإسلامي، في كشف الحقائق، ووضع النقاط على الحروف.
الرئيسية 
