كشفت نتائج دراسة طبية اجريت حول مرض هشاشة العظام في المملكة أن نسبة الهشاشة بين الأعمار من 50 إلى 59 سنة تمثل 55% تقريباً. وفي المرحلة العمرية مابين 59 إلى 69 سنة تمثل 85% تقريباً ومابين 70 إلى 79 سنة 95% تقريباً، واوضح استشاري باطني واستشاري الغدد الصماء في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث عضو هيئة التثقيف والتوعية بالمنطقة الغربية الدكتور إباء السمان ان هذه النسب تعتبر مرتفعة جداً ويجب على أساسها اتخاذ الإجراءات الوقائية والتوعوية للحد من هذا المرض الصامت، لافتا الى ان النساء أكثر عرضة لهذا المرض من الرجال فهو مرض النساء. ولكن لايعني ذلك أن الرجال في حصانة منه لكن نسبة إصابتهم أقل بكثير من النساء .
واضاف د. السمان أن النحافة المفرطة لها دور كبير في الإصابة بالهشاشة، خاصة اللاتي يحاولن إنقاص أوزانهن تحت الحد المسموح، وكذلك قصر القامة وتراجع الطول نتيجة للكسور في الفقرات والتي تكون مصحوبة بآلام عابرة في الظهر لمدد تتراوح بين أسبوع أو اثنين ثم تختفي خصوصاً في سن اليأس مع انقطاع الدورة الشهرية فذلك له دور هام في تناقص كثافة العظام نتيجة لنقص هرمونات الأنوثة الأستروجين والذي يعمل الطب الحديث على تلافي تأثير نقصه من خلال عقارات كالبونفيفا وغيرها .
وعن أسباب الهشاشة قال :إنها تنشأ عادةً على مدى عدة سنوات، إذ تصبح العظام تدريجياً أكثر رقة، وهذه هي فترة ماقبل تكسر العظام والتي نحتاج فيها إلى تحديد الإصابة من عدمها، وعلاج الهشاشة يحتاج إلى وقت طويل أي أكثر من سنة وهذا يعتمد على الحالة المرضية، وهنا أشير إلى أن حبوب الكالسيوم وفيتامين دي لا تعتبران علاجاً جذرياً للمصابات بالهشاشة، والتوجه العالمي الآن هو علاج البونفيفا الذي يتميز بأنه يؤخذ على شكل حبوب مرة واحدة في الشهر بدلاً من أسبوعياً وذلك مما يساعد المرضى على الانتظام والاستمرار على الدواء .
واكد د.السمان أن مرض هشاشة العظام من الأمراض الصامتة التي تنشأ بدون ألم، لذلك من الضروري أن تهتم النساء ببناء عظام قوية في شبابهن ويحافظن عليها مع تقدم العمر، ويجب أن تعرف كل امرأة ما إذا كانت معرضة للإصابة أم لا، حتى يمكنها اتخاذ الخطوات التي قد تمنع حدوث الهشاشة، مما ينبغي على جميع النساء فوق سن الخمسين أو اللاتي انقطعت دورتهن الشهرية بخمس سنوات بإجراء الفحوصات اللازمة خصوصاً إذا لاحظت قصرا في القامة أو آلاما في الظهر .