تنظم وحدة الجهاز الهضمي بمستشفى الملك فهد بجدة في الثالث والعشرين من الشهر الجاري فعاليات مؤتمر علاج التهابات القولون بحضور مدير صحة منطقة مكة المكرمة الدكتور خالد ظفر ، وأوضح مدير عام مستشفى الملك فهد بجدة والمشرف العام على المؤتمر الدكتور عبدالمنعم بن حسن الشيخ بأن هذا المؤتمر يعتبر أحد اهتمامات المستشفى وضمن برامج التدريب والتعليم الطبي المستمر القائمة على مدار العام ، لافتا الى انه يهدف الى مواكبة الاطباء لكل جديد وحديث في كافة المجالات الطبية وتبادل الخبرات فيما بينهم مما ينعكس ايجابا على المرضى وصحة المواطنين. ومن جهته الدكتور حظيظ البلادي رئيس اللجنة المنظمة ان المؤتمر يناقش المستجدات في علاج التهاب القولون التقرحي وكذلك داء كرون ، مبينا انه سيتم من خلاله تثقيف وتعليم التمريض المختص بتقديم الرعاية الصحية لهؤلاء المرضى مع اقامة ركن تعليمي متخصص لذلك ، واشار الى أن هذا المؤتمر يستهدف شريحة كبيرة من الأطباء والجراحين وكذلك أطباء الأطفال ويشارك فيه متحدثون من المهتمين بهذا المجال من مستشفيات المملكة إضافة إلى عدد من الأطباء البارزين في هذا المجال من خارج المملكة.
واضاف د. حظيظ : داء كرون أحد أمراض الجهاز الهضمي ويصيب الأمعاء حيث تحدث بها التهابات تؤدي إلى تقرحات في جدارها بجميع طبقاتها ويختلف هذا الداء عن باقي التهابات الأمعاء الأخرى والتي تصيب الجدار السطحي لها فقط ، أما الأعضاء التي تتأثر بهذا الداء فهي الأمعاء الدقيقة خاصة الجزء الأخير فيها والذي يسمى اللفائفي (Ileum )، لكنه من الممكن أن يصيب أي جزء في الجهاز الهضمي بداية من الفم حتى الشرج، وتتوقف خطورة المرض على الجزء المصاب فإذا كان جزءاً من الأمعاء يعني أن المرض في بداية مراحله ويصل إلى أقصى درجات الخطورة إذا كانت الأمعاء بأكملها مصابة ، مشيرا الى أن تأثير الأطعمة على ظهور المرض يختلف من شخص لآخر، وبوجه عام فإن مرضاه يجدون صعوبة في امتصاص الطعام ، وهناك قائمة بالأطعمة الموصى بتناولها لهذا المرض للحفاظ على الحالة من التدهور، ولكن إذا وصل للمضاعفات لابد من تقليل كمية ونوعية الأطعمة التي يأكلها المريض لأنه قد يلجأ إلى التغذية عن طريق الأنابيب أو عن طريق الوريد بالسكر والبروتين وفي الحالات التي تحتاج لعلاج لفترات طويلة تثبت قسطرة في الوريد المؤدي للقلب للتغذية عن طريقه.
وعن العلاج يواصل د.حظيظ قائلا : لبدء علاج هذا المرض لابد من التشخيص الصحيح خاصة ان داء كرون يتطور وتتدهور حالة المصاب به بمرور الوقت، وأول الطرق لعلاج الحالة هو التشخيص المبكر لها وهناك تحاليل تجرى مثل اختبارات الدم ، اختبار كامل للبراز، وأشعة بالصبغة على الجهاز الهضمي ، ومنظار عن طريق الشرج أو عن طريق الفم ،
ويؤكد د. حظيظ ان هناك جملة من الحقائق عن المرض وهي انه يتم تشخيصه ما بين عمر 15 سنة إلى 35 سنة ولكن من الممكن أن تتم الإصابة به في أي مرحلة عمرية ، وان داء كرون من الأمراض الوراثية ، وانه مرض مزمن لا يمكن الشفاء منه كلية، وتخف حدة أعراضه ثم تنشط مرة أخرى ، أما عن أسبابه فغير معروفة أو محددة، لكن هناك بعض الدراسات التي توصلت نتائجها إلى أن الإصابة به تأتي عند ما تقل مناعة الجسم أو أن الجهاز المناعي يتحفز بطريقة شديدة للبكتريا في الأمعاء حتى وإن كان طعاماً عادياً مما يؤدي إلى الإصابة بالالتهابات وحدوث القيء.