انجاز طبي جديد توصلت اليه باحثة سعودية باستخدام الحامض النووي DNA كطريقة سريعة لتشخيص الامراض .. الانجاز الجديد الذي تضمنته رسالة الدكتوراه التي حصلت عليها الباحثة د. أمل سلطان في قسم التحاليل الطبية تخصص MO-leculer من كلية الطب بجامعة ليفربول ببريطانيا, يعتمد على استخدام تكنيك الـPCR والذي يتيح تشخيص بعض الأمراض الخطيرة فى ساعات قليلة مع نتائج دقيقة وتعد هذه الرسالة انجازا طبيا لم يطرق من قبل . وقالت الدكتورة امل سلطان لقد أجريت تجاربي على مرض اللشمانيا بشقية الجلدي والحشوي وكانت النتائج جيدة بنسبة 75%.و اضافت تكمن أهمية هذه النتائج فى انها أجريت على عينات من منطقة عسير بجنوب المملكة حيث ينتشر مرض اللشمانيا بشقية الجلدي والحشوي وتأتي خطورته فى أنه يصيب الأطفال الذين اعمارهم أقل من عام.
التحليل بالمراسلة
واشارت الى انها استخدمت احدى الطرق الحديثة فى نقل عينات الدم من منطقة جازان الى مدينة ليفربول في بريطانيا بوضعها على ورق الترشيح ( Filter Paper ). ثم تم التعامل مع DNA لتشخيص المرض. ونقل عينات الدم بهذه الطريقة البسيطة واحد من مزايا هذه الدراسة حيث إنها تعود بالفوائد التالية:
1ـ سهولة نقل عينات دم المرضى دون الخوف من حدوث التخثر.
2ـ امكانية الاحتفاظ بعينة دم المريض و صلاحية DNA لمدة 6 شهور فى درجة حرارة الغرفة العادية.
3ـ سهولة الحصول على عينة الدم من (المرضى كبار السن – ذوى الاحتياجات الخاصة – الأطفال) من خلال نقطة أو نقطتين من دم المريض دون الحاجة لحضوره الى المركز الصحي أو المستشفى.
واضافت ان أهمية هذا التكنيك تكمن ايضاً فى انه سرعة ودقة تشخيص مرض اللشمانيا سواء كان جلدى أو حشوى وخاصة ان هذا المرض يسبب أضرارا جسيمة وقد تصل ببعض الحالات الى الوفاة (فى حالة اللشمانيا الحشوية) اذا لم يتم تشخيص المرض في مرحلة مبكرة وخاصة أن اعراضه مشابه لمرض الملاريا.
ترحيب ليفربول
وقالت الباحثة الدكتورة امل سلطان ان طموحي أكبر من ذلك وأرغب فى استكمال هذا البحث وتجربته على امراض أخرى حيث إنه من الممكن أن يحدث نقلة نوعية فى دور المختبرات في تشخيص الأمراض مبكراً وسهولة الحصول على عينات الدم ونقلها بدون تلوث.
وبجانب طموحي ورغبتي في تحقيق هدف كبير يخدم مصلحة الوطن فإن ترحيب جامعة ليفربول وتحمسها فى استكمال هذا البحث والذي قد يستغرق عامين شجعني وجعلني أكثر حماسة لاستكمال هذه الدراسة.
واوضحت ان مرض اللشمانيا هو من الأمراض الشائعة فى جنوب المملكة بشقية الجلدي والحشوي. ومن المؤسف أن المملكة واحدة من بين سبع دول هى الأكثر اصابة بمرض اللشمانيا الجلدية حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية. كما تكمن خطورة اللشمانيا الحشوية فى أنها تصيب الطحال وتكون الأعراض الأولية مشابهة لمرض الملاريا مما يساعد على تأخير التشخيص الصحيح لهذا المرض والذي تظهر أعراضه والتي قد تكون مميتة فى مراحل متأخرة.
ويتم تشخيص هذا المرض معملياً عن طريق الأنسجة فى حالة الأصابة الجلدية وعن طريق النخاع الشوكي فى حالات الإصابة الحشوية وذلك بالفحص المجهري (الميكروسكوبى). مع الوضع فى الاعتبار أن الحصول على عينة من النخاع الشوكي هي عملية مؤلمة ومرهقة جداً للمريض وخاصه إذا كان المريض طفل حيث إن هناك عددا غير قليل من حالات الإصابة فى جازان بين الأطفال الرضع الذين لم يتجاوز عمرهم العام.
والسبب فى فحص هذا المرض عن طريق النخاع الشوكي هو أنه لا يظهر بشكل كافي فى عينات الدم بسبب قلة اعداده.
و مما سبق تتضح خطورة هذا المرض . كما أنها تشير لأهمية التعرف عليه مبكراً لتجنب مخاطره، وتأتي هنا أهمية بحث الدكتوراه الخاص بي والذي يساعد على تشخيص المرض بشكل سريع ودقيق ومن خلال عينة الدم فى حالة اللشمانيا الحشوية وذلك بالاعتماد على الحامض النووي في تشخيص المرض. كما أن هذا التكنيك يكتفي بوضع بعض النقاط القليلة من الدم على ورق ترشيح مما يسهل انتقالها بشكل أمن ودون الخوف من تخثر العينة كما هو الحال فى عينات الدم من الأماكن النائية أو التي لا تتوفر بها معامل طبية الى المراكز الصحية المتخصصة.
كما أن هذا التكنيك وباستخدام الـ PCR لا يساعد فقط على تشخيص اللشمانيا بل إنه يعطي التشخيص ويحدد نوع اللشمانيا المصاب بها المريض.