كشف استشاري ورئيس وحدة المياه البيضاء والزرقاء بمستشفى متخصص في علاج العيون بجدة والاستاذ المشارك بكلية الطب جامعة طنطا بمصر الدكتور طارق عيد ان الطرق الحديثة لعلاج المياه البيضاء حالياً سهلت اتخاذ القرار، لذلك يجب إزالة المياه البيضاء فور حدوث تأثر في النظر ،وقال ان المريض يحتاج لعمل فحوصات كاملة للجسم بمعنى اجراء تقييم كامل للحالة الجسمانية له حتى يتم التأكد قبل العملية أنه سليم تماماً ، مبينا ان هناك فحوصات تجرى للعين منها فحص للعدسة وموجات فوق الصوتية وقياس تحدب القرنية ، وبعض الفحوصات الخاصة عند احتياج المريض لعدسات خاصة ، حتى نتمكن من معرفة مقاس العدسة المناسبة ، و اكد ان عملية المياه البيضاء تعتبر من أسهل العمليات في الوقت الحالي . مشيرا الى انه قبل 30 او 35 سنة كانت العملية تتم عبر جرح في العين بطول 12 ملي، ثم اصبح بعد عشر سنين 10 ملي ، ثم 7 ملي وبعد ذلك 4 ملي ، حالياً أصبح 3 ملي ، وأحياناً نصل إلى جرح طوله 1.5 ملي فقط ، ، والأساس في هذه العملية أن تكون آمنة ، وأن نحصل على أفضل نتيجة ، وهو ما جعلنا نتطور من جرح طوله 12 ملي يحتاج إلى عشر غرز لجرح 1.5 ملي لا يحتاج إلى غرز مطلقاً ، وهو تطور نوعي في العمليات ، كما ان عملنا الان أصبح يعتمد على الموجات فوق الصوتية أو الليزر ،لتفتيت نواة العدسة (الفاكو) ثم شفطها من خلال الفتحة التي أجريناها ، بحيث لا يتجاوز الجرح سن القلم ، فتدخل آلة الموجات فوق الصوتية بهذه الفتحة وتفتت العدسة ويتم شفطها وتبقى كبسولة العدسة الخلفية التي سنضع فيها العدسة الجديدة.
وحول أنواع العدسات قال د.عيد : أنواع العدسات التي توضع داخل العين تطورت كثيراً فقبل 50 سنة (في وقت الحرب العالمية الثانية) كانت العدسة من الزجاج ، ثم تطورت إلى الرخوة والعدسات القابلة للثني ، ، والآن توجد العدسة المتناهية السمك ، فهي يمكن أن تدخل من جرح 1.5 ملي ، والأحدث هو وجود سائل لزج قليلاً يحقن في الكبسولة ، وعندما يدخل فيها يأخذ شكل الكبسولة وهذا النوع لم يسوق عالمياً وهو في طور الأبحاث حالياً.
وعن الجديد بالنسبة للعدسات التي يحتاجها المريض ليحسن رؤيته البعيدة والقريبة في آن واحد قال :
تم الآن وبنجاح زراعة عدسات للرؤية البعيدة والقريبة في نفس الوقت ويوجد منها نوعان : العدسات القادرة على التكيف والعدسات متعددة الأبعاد ، وقد حدث تطور هائل في تكنولوجيا العدسات المتعددة الأبعاد بحيث يستطيع المريض بعد العملية رؤية الأشياء القريبة والبعيدة بنفس درجة الوضوح ، وقد أجرينا هذه العملية على مدار الستة أشهر الماضية بنجاح منقطع النظير حيث أن 95% من المرضى استغنوا تماماً عن النظارة الطبية بعد عملية المياه البيضاء سواء للنظر القريب أو البعيد ، وتعتبر هذه العملية مناسبة جداً للمرضى الذين يقرأون أو يقضون فترات طويلة أمام الكمبيوتر وخاصة إذا كانوا يستخدمون نظارة مزدوجة للقريب والبعيد ، وتعتبر هذه التقنية تطوراً هائلاً في تحسين قدرة الإبصار البعيد والقريب معاً لمرضى المياه البيضاء.